وش اسوي : ما هي أسباب الطلاق

الطلاق
يوجد العديد من العلاقات الاجتماعية التي تربط الأفراد ببعضهم البعض في العائلة الواحدة، وبعضها قد يكون بداية الطريق، والآخر قد يكون النهاية مثل الطلاق، الذي غالبًا ما يكون مزعجًا وأشبه بخيبة أمل، وتراجع وفقدان التوقعات التي يضعها أيّ طرف للآخر، إضافةً لوجود العديد من التحديات الأخرى؛ المالية، والقانونية، والعاطفية، والعلاقة مع الأبناء، كما أنّها تتطلب الكثير من الوقت؛ إذ لا يمكن أن يحدث الطلاق بين ليلة وضحاها، كما أنّها عملية مجهدة تتطلب الطاقة والجهد، وتغير وتداخل المسؤوليات بين الوالدين في الأسرة، ولعل ذلك يفسر حاجة العديد من الأزواج لسنوات عديدة لاستعادة الاتزان بعد حادثة الطلاق.
يُعرف الطلاق في القاموس بأنه؛ تصريح قضائي يحل الزواج كاملًا؛ فيُعفى كلا الزوجين من كافة الالتزامات الزوجية التي كانت مفروضة عليهما، أمَا في الإسلام فيُعرف الطلاق بأنّه؛ حل قيد النكاح بعضه أو كله، وحكمه جائز بحكم القرآن الكريم والعديد من الأحاديث النبوية الشريفة، ولكنّه مكروه عند عدم الحاجة إليه، لكونه أبغض الحلال إلى الله عز وجل، ويعني الطلاق في اللغة الإرسال أو الترك.
أسباب الطلاق في الزواج الجديد
لربما أصبح من المألوف والمعتاد سماعه طلاق زوجين بعد فترة بسيطة من دخول القفص الذهبي، ولعلكَ كنتَ تراهن على العديد من العلاقات التي بدت سريالية وجميلة بالنسبة لك، وفيما يأتي سنذكر أبرز الأسباب لذلك:
-
الخيانة من أحد الطرفين غالبًا ما تكون أحد أسباب الطلاق الرئيسية؛ إذ يصعب على أحد الطرفين تقبل عدم الإخلاص والوفاء لدى الطرف الآخر وتخليه عنه، ممّا يُؤدي إلى إسراعه في إنهاء العلاقة بعد فترة بسيطة من الزواج.
-
المشكلات المالية من الأسباب الرئيسية، وخاصةً عندما يوجد العديد من الضغوطات المادية، مثل؛ إيجار البيت، مستلزمات المنزل، الفواتير، أجور الطبيب وغيرها، فذلك قد يمثل حملًا كبيرًا لا يُمكن للكثيرين احتماله.
-
عدم الإنجاب؛ إذ ينظر الكثير من الأزواج إلى الزواج بمثابة الخطوة التي ستحقق حلم الأمومة أو الأبوة لديهما، ممّا يعني السعي لمحاولة تكوين عائلة، وتأخر ذلك لبضعة شهور قد يكون كفيلًا، لزعزعة العلاقة وانهيارها.
-
الإدمان على المخدرات أو الكحول واحدة من الطرق الخاطئة التي من الممكن أن ينزلق إليها الشريكين بالتالي القضاء على حالة السلام والصفاء في الحياة الزوجية شيئًا فشيئًا.
-
التعامل بطريقة سلبية مع الطرف الآخر بحيث يفترض أحدهما أن الآخر أصبح جزءًا من ممتلكاته بما يتعارض مع مفهوم الشراكة الصحية في العلاقة الزوجية، ممّا يُؤدي إلى الطلاق المحتوم.
أسباب الطلاق في الزواج القديم
قد يَمرُّ على المتزوجين عقودًا من الزواج قبل أن يُقررا الانفصال، وهو ما يترك العديد من علامات الاستغراب والحيرة على وجوه المقربين منهم، وفيما يأتي سنبين أبرز أسباب ذلك:
-
عدم الاتفاق في الأمور الأساسية والقيم في الحياة؛ إذ يمكن أن يدعي كلا الزوجين أنّهما قادرين على معالجة الأمر والاستمرار معًا لكن سرعان ما سيعلن كلاهما الاستسلام مع صعوبة العيش على ذلك النحو.
-
الفروق التي لا يمكن التعامل معها وعلاجها، كأن يكون أحد الطرفين سريع الغضب وكثير العِناد أو متهور وأناني في اتخاذ القرارات، وقد يعتقد الطرف الآخر أنّ عليه منه بعض الوقت للتغير، ويكون قد مرّ على علاقتهما سنوات كثيرة.
-
حالات استثنائية يمكن اختصارها بالقول أنّ المواقف الحادة في الحياة تتطلب الانفصال مثل؛ الموت أو المرض أو صدمة يتعرض لها أحد الشريكين، ويعجز الآخر عن التعامل معها.
-
الخيانة أيضًا قد تكون سبب في إنهاء علاقة عمرها الكثير من السنوات؛ إذ لا يُمكن لأيّ من الطرفين تقبل وجود منافس في بيت الزوجية.
-
المشكلات المالية التي قد لا تُسبب بحد ذاتها الطلاق، إنّما الضغوط المصاحبة لها من الخصام، والقتال المستمر، والصراخ في المنزل، فالفقر حالة لا يستطيع كثيرون احتمالها.
التحضير للطلاق
إذا كان لا بدّ من الطلاق لإنهاء حالة الصراع والجدال وانعدام الود بين الشريكين في المنزل، فإنّ مجموعة من النقاط التحضيرية، يجب الانتباه لها، التي يُمكنها أن تقلل من أثر تلك التجربة وتُساعدك على تخطيها بالصورة الأسلم، ومن ذلك نذكر:
-
احرص على الطلاق بأجواء سلمية وسليمة بعيدًا عن الحقد.
-
نظم قراراتك وخذ الوقت الكافي لاتخاذها بالطريقة الأسلم للجميع.
-
تحمل المسؤولية؛ فالطلاق أمر شاق ومرهق ومتعب نفسيًا ومعنويًا.
-
احصل على الدعم فمهما شعرت بالعزلة، تذكر أنّك لست وحدك.
-
حافظ على سلامتك الصحية مهما كُنت غاضبًا من الطرف الآخر.
-
ركز على الصورة الكبيرة لحياتك، وتجنب النظرة الضيقة المحدودة.
-
فكر في جميع الخيارات المتاحة أمامك قبل اتخاذ قرارات حاسمة.
قد يُهِمُّكَ
الوقاية خير من العلاج، ممّا يعني أنّه لا بدّ من وجود أمور يُمكن فعلها لتجنب الوصول إلى مرحلة الطلاق بين الزوجين، ومن ذلك نذكر:
-
خصص وقتًا يوميًا للجلوس مع زوجتك، فيُمكن ألّا يتعدى ذلك الوقت 15 دقيقة، تُفصح فيها عن مكنون مشاعرك.
-
امدح زوجتك بانتظام، وذلك في السر أو العلن، حتى إن بدت مُحرَجة فإنّ الثناء الصادق لا يُنسى.
-
أظهر حبك لزوجتك بالطريقة التي ترغب بها، فأحيانًا التعبير عن الحب، يتطلب معرفة ما يُريد الآخر منك.
-
اعتنِ بمظهرك من خلال ارتداء الملابس الجميلة المناسبة، والاهتمام برائحتك بحيث لا تنفر زوجتك منك.
-
احرص على الإخلاص لزوجتك، ومعاهدة نفسك بذلك، والحرص على عدم الوقوع في حبائل الغير.
-
افعل الكثير من الأنشطة مع زوجتك، فمن عوامل الزواج السعيد؛ المشاركة في التخطيط والتنفيذ.
-
اسمح لزوجتك بممارسة الهوايات التي ترغب بها، وامنحها المساحة الكافية لذلك.
-
حافظ على علاقة الصداقة مع زوجتك؛ إذ يُقال أنّ مفتاح العلاقة الزوجية هي الصداقة الحقيقية.