مفهوم تطوير الذات وأهم الأسرار لتطوير ذاتك وتنميتها
إنّ تطوير الذات من الأمور المهمة التي يجب على كل شخص أن يقوم بها بشكلٍ دائم في حياتهِ، وذلك لأنّ ركود الذات وعدم التطوير الذاتي بشكلٍ مستمر يؤدي مع الأيّام لتراجع ذكاء الإنسان وقدراتهِ العقليّة والإبداعيّة، فيما يلي سنُسلّط الضوء على أهمية تطوير الذات، وأهم الأمور التي على الفرد أن يقوم بها.
التطوير الذاتي:
يُعرّف تطوير الذات على أنّه السعي وراء تطوير النفس وتحسين المؤهلات، والقدرات، والإمكانيات الشخصيّة، كالقدرات العقليّة، القدرات الفكريّة، القدرة على التركيز، وتحسين مهارة التواصل، وفهم الآخرين، ومهارة التعامل مع الذات، والسيطرة على ردود الأفعال، وتقوية كل مواطن الضعف في الشخصيّة.
ويُعرّف التطوير الذاتي أيضًا بأنّهُ عبارة عن نشاطات تطوّر الوعي والهوية وتطوّر المواهب والإمكانية، وتكوّن أساس الإنسان وتسهّل فرص العمل وتحسّن معيشة الحياة وتساهم في استيعاب الأحلام والطموح، وتطوير الذات ليس محدودًا حيثُ يضم مفهوم التطوير الذاتي النشاطات الرسمية وغير الرسمية لتطوير الآخرين في أدوار عديدة مثل: الأستاذ، الدليل، المستشار، المدير، مدرب الحياة، ومعلم خاص.
وتنمية الذات البشرية هو سنة الله في خلقه، وهو الشعار الذي نادى بهِ الكثيرون، وكان سببًا أساسيًا في تغيير مجرى حياتهم ومجرى التاريخ بشكلٍ عام، ولا يحتاج تطوير الذات إلّا إلى الكثير من العزم والإرادة القويّة.
اهمية تطوير الذات:
- إنّ التطوير الذاتي يُساعد في الوصول إلى الأهداف والغايات التي يسعى إليها الإنسان، كما ويُحسّن من طرق التواصل مع الآخرين وذلك من خلال تطوير المهارات وتنميتها، وهذا ما يزيد من قوة العلاقات الأسريّة، والإجتماعيّة، والعمليّة.
- تُساعد مهارات تطوير الذات على إظهار قوة الإنسان الدّاخليّة بنضجها وكل المميزات الموجودة فيها، كما وتزيد من الشعور بالسعادة والفرح، وذلك لأنّ الإنسان يتمكّن من اكتشاف كل الأشياء التي تحزنهُ والتي تسعدهُ.
- إنّ تنمية الذات تساهم في زيادة قدرة الإنسان على التصدي لكل العوائق التي قد تقف في طريق حياتهِ، ومن مواجهة المصاعب والمواقف المُحرجة.
- إنّ عملية التطوير الذاتي تساعد الإنسان في الحصول على مكانة مرتفعة في العمل، وتُعزّز من مكانتهِ ومستواه العلمي والعملي.
- إنّ التطوير الذاتي يساهم في زيادة مساحات التفكير العقلي لدى الإنسان، ويزيد من قدرتهِ على التفكير الصحيح ليفتح له مجالات واسعة على النطاق العملي والإجتماعي.
- مهارات تطوير الذات تساهم في زيادة ثقة الإنسان بنفسهِ وقدرتهِ على التحدث مع الآخرين بكل راحة، كما وتمكّنه من استفزاز عقلهِ الباطن لإحداث المزيد من التطوير والتغيير.
- تنمية الذات تساعد على تحقيق المستوى المعيشي للإنسان، وذلك بسبب تطوير أساليب وطرائق مبتكرة لكسب المال.
- تساهم عملية تطوير الذات وبناء الشخصية في التعرّف على كافة المواهب والإمكانيات الكامنة في النفس البشريّة.
- الاعتماد على النفس فقط، والإتّكال عليها، بدلًا من الإعتماد على الآخرين.
الهدف من التطوير الذاتي:
أصبح تطوير الذات من الأمور التي تهم العديد من الأشخاص لما لها من نتائج إيجابية على حياتهم، وتشمل أهم أهداف تطوير الذات في الآتي:
- يساهم تطوير الذات في معرفة جوانب القوّة في الشخصية والوصول إلى الأهداف والغايات التي يسعى إليها.
- يساهم في تطوير مهارات التواصل مع الآخرين والتعبير عن الرغبات والمشاعر.
- تطوير الذات يجعل الشخص يحترم ذاته ويحبها.
- تحسين المهارات الشخصية والعقلية من خلال التطوير المستمر.
- تحفيز الإنسان على الإنجار والنجاح في حياته.
- إيجاد التوازن والتوافق بين الحياة والعمل بطريقة ممتازة.
اساليب تطوير الذات:
من أهم اساليب تطوير الذات نذكر مايلي:
- الطموح الشخصي.
- حدّد واعرف مهارتك بشكل واضح.
- اتّباع دورات تدريبية.
- قراءة الكتب والمجلات المتخصّصة.
- المشاركة في المؤتمرات.
- بناء العلاقات الجديدة وتوطيدها.
- تعلّم مهارات التواصل.
- بناء الثقة بالنفس.
- مرافقة الأشخاص الناجحين والأذكياء.
- تعلّم لغة جديدة.
صفات يجب أن تتوافر في الشخص الذي يُريد تطوير ذاته:
- القدرة على تحمّل المسؤوليّة الذاتيّة والإلتزام التام تجاه الذات.
- التضحيّة بالوقت والجهد والمال في سبيل تحقيق هذا الهدف.
- القدرة على السيطرة على الذات والتحكّم بها.
- تأييد جميع الناس ومساندتهم خلال عمليّة التطوير المستمر.
- التحلّي بثقةٍ عالية بالنفس، وبكمية من التفاؤل.
- امتلاك قدر عالي من الطموح الذي لا يقف عند نهاية معينة.
- امتلاك الهمة العاليّة والقدرة على التحمّل.
- معرفة الأولويات الأساسيّة في الحياة والبدأ منها.
- عدم السماح للعثرات والأخطاء بأن تكبر وتتراكم.
وهناك بعض العقبات التي تقف في طريق التطوير الذاتي، ومن هذهِ العقبات:
- فقدان الرغبة في استكمال عمليّة تطوير الذات وتحقيق الأحلام.
- إقناع الإنسان لنفسهِ بأنه شخصٌ عاجز.
- نظرة الإنسان لنفسهِ بأنّهُ قد ختم العلم ولا يوجد أي شيئ جديد لكي يتعلمه.
- عدم امتلاك القدرة على الإستمرار.
- اليأس، والمرور ببعض المحطات الفاشلة.
أقسام تطوير الذات:
1- التطوير النفسي:
ونعني بالتطوير النفسي، فهم الظواهر والعمليات النفسيّة التي تحدث داخل النفس البشريّة، ومعرفة طريقة التعامل معها، كالسيطرة على الغضب، التحكّم بالأعصاب، ومعرفة كل الأشياء التي تؤمّن الإستقرار والراحة للنفس.
2- التطوير العقلي:
ونعني بالتطوير العقلي تمكّن الإنسان من معرفة القدرات والمهارات العقليّة، لاستخدامها في جوانب عديدة من حياته، كقدرتهِ على الدراسة، التفكير السليم، وتشكيل العلاقات الإجتماعيّة.
3- التطوير الجسمي:
ويعني التطوير الجسمي الإهتمام بالصحة والسلامة الجسديّة، كالإلتزام بتناول الطعام الصحي، الإلتزام بممارسة الرياضة، وتعلّم فنون الدفاع عن النفس، وتطوير الجسم والعقل.
مراحل تطوير الذات:
1- مرحلة الحوار:
وهي المرحلة التي يبدأ فيها الإنسان بالتحاور مع نفسهِ، ومصارحتها، وذلك لكي يتعرّف على نقاط القوة الأساسيّة فيها، ونقاط الضعف كذلك، وهذا ليضع الخطة المناسبة لعمليّة التطوير الذاتي.
2- مرحلة المشاورة:
وتعتبر هذهِ المرحلة من المراحل المهمة التي على الإنسان أن يمر فيها خلال علميّة التطوير الذاتي، وتعتمد هذه المرحلة على التشاور مع أشخاص الخبرة وأخذ بعض التعليمات والنصائح العمليّة التي تُساعد الإنسان على تطوير ذاتهِ بشكلٍ جيد.
3- مرحلة معرفة الإنسان لذاتهِ:
وتقوم هذهِ المرحلة على معرفة الإنسان لذاتهِ واكتشافها بكل القدرات والأشياء المهمة التي تمتلكها الذات، والعمل المستمر على تطويرها وتنميتها وصقلها.
4- مرحلة التفكير الإيجابي:
وفي هذهِ المرحلة على الإنسان أن يُقيم حوارات إيجابيّة بينهُ وبين نفسهِ، وذلك عن طريق توجيهِ الكلمات والعبارات الإيجابيّة والتحفيزيّة للنفس، لتتحوّل كل طموحات وأحلام الإنسان إلى وقائع ملموسة.
5- مرحلة التصرّف الحكيم:
وهنا على الإنسان أن يكون حكيمًا وأن يستخدم الحكمة في كل خطوة يقوم بها، وذلك عن طريق الإستفادة من كل التجارب الماضيّة التي مرّ بها.
أسرار ونصائح لتطوير الذات:
1- تحديد الأهداف:
لتنجح في تطوير الذات وبناء الشخصية وتنميتها يومًا بعد يوم، عليك أن تعمل وبدقة شديدة على تحديد أهدافك، وكتابتها على ورقة أو دفتر خاص، إن كانت أهداف روحية، اجتماعيّة وماديّة، وقراءة هذهِ الأهداف بين كل فترةٍ وأخرى.
2- التغلّب على المخاوف:
لتعمل على تطوير ذاتك وصقلها، عليك أن تتغلّب على كل المخاوف التي تنتابك في حياتك، وأن تقضي عليها واحدةً تلو الأخرى، وذلك لكي تمنعها من الوقوف كعائق أمام تقدمك وتطوّرك في الحياة.
3- التفكير الإيجابي:
تلعبُ طريقة التفكير دورًا أساسيًا في نجاح الإنسان أو تراجعهِ إلى الوراء، كما وتلعبُ دورًا أساسيًا بقدرته على التطوير الذاتي، لهذا عليك أن تسعى وبشكلٍ دائم للتفكير بطريقةٍ إيجابيّة وذلك عن طريق تشجيع النفس، ومدحها، وتوجيه العبارات الإيجابيّة لها، والإبتعاد عن الأشخاص السلبيين وعدم الجلوس أو التعاطي معهم.
4- الإلتزام بتعاليم الدين:
لا شيئ من الممكن أن يُعزّز من ثقة الإنسان بنفسهِ وقدرتهِ على تطوير ذاتهِ أكثر من التقرّب من الله سبحانهُ وتعالى وأداء العبادات اليوميّة التي تُنمي العقل والفكر، وتبث الراحة والطمأنينة في القلب، كالصلاة، الأذكار، التسابيح، قراءة القرآن الكريم، وغيرها من العبادات المباركة.
5- كسب المعرفة:
إنّ المؤهلات العلميّة والشهادت الجامعية لا تكفي وحدها لتنميّة وتطوير ذات الإنسان وشخصيتهِ، لهذا فمن الضروري أن يسعى الإنسان لكسب المعرفة وذلك عن طريق القراءة، والمطالعة، وتنمية المهارات، والتسجيل في دورات خاصة لتنمية القدرات الفكريّة والإبداعيّة.
6- تعزيز الثقة بالنفس:
المواظبة على أداء كل الأمور التي تساعد على تعزيز الثقة بالنفس، ابتداءًا من الإهتمام بالمظهر الخارجي كالعناية بالجمال والأناقة العامة، انتقالًا إلى التخلّص من العادات غير الجيدة، بالإضافة إلى تعلّم طرق جديدة للتحدّث مع الناس، وغير ذلك من الأمور.
7- التحلّي بالصبر:
من الضروري أن يتحلّى الإنسان بالصبر وأن يُدرك حقيقة مهمة وهي أنّ تنمية الذات لا تتحقق بين ليلةٍ وضحاها، وأنّ الصعوبات والعقبات هي أمر وارد وقطعي ويجب التحلّي بالقوة والصبر للتغلّب عليها.
8- التأمّل:
إنّ التأمل يُساعد على استرخاء أعصاب الجسم والتخلّص من كل التوتر الذي يُعيق عمليه التفكير البشري وتطوير الذات، كما ويُساعد على توسيع المدارك، وتُمارس رياضة التأمل عن طريق الجلوس في الطبيعة أو غرفة هادئة لعدة دقائق والإنفصال عن العالم الواقعي، مع ممارسة رياضة التنفس العميق.
9- اتّخاذ قرارات صائبة:
إنّ أفضل طريقة للتعلّم وتنمية الذات، هي اتخاذ الإنسان للقرارات الصائبة في الحياة، وعدم التردد، بالإضافة لضرورة معرفة الوقت المناسب لاتخاذ هذهِ القرارات المهمة والصحيحة.
10- التفاؤل:
إنّ التشاؤم يكبت على نفس الإنسان ويمنعهُ من تحقيق النجاح في الحياة، ويُعيقهُ كذلك عن تطوير ذاتهِ وتنميتها، لهذا عليك أن تنظر دائمًا إلى الجانب المشرق من الحياة وأن تحوّل خسائرك إلى أرباح.
11- الدخول في مناقشات عامة:
لتساعد على تنمية ذاتك وتطويرها عليك أن تحاول المشاركة في المناقشات العامة، والإهتمام بتثقيف النفس عن طريق القراءة والمطالعة في مختلف المجالات، وتذكّر أنّك كّلما دخلت في نقاشاتٍ أكثر، كلّما زادت ثقتك بنفسك أكثر.
12- مساعدة الآخرين:
إنّ مساعدة الآخرين وتقديم يد العون لكل من يحتاجها، يُساهم كثيرًا في تنمية شخصيّة الإنسان وذاته وصقلها، لهذا لكي يُنمي الإنسان شخصيتهِ وذاته عليه أن يواظب على تقديم المساعدة للآخرين، وذلك عن طريق المشاركة في دعم الجمعيات الخيريّة، وتقديم المساعدة للمسنين والأطفال المرضى.
كتب تطوير الذات:
من أهم كتب تطوير الذات العربية نذكر:
- كتاب (قوة الثقة بالنفس) للدكتور إبراهيم الفقي
- كتاب (كيف تخطط لحياتك) للدكتور صالح الراشد.
- كتاب (صناعة النجاح) للدكتور طارق السويدان.
- كتاب (صناعة القائد) للدكتور طارق السويدان.
- كتاب (مفتاح النجاح) للدكتور عائض القرني.
- كتاب (رخصة قيادة الذات) للدكتور عبدالله بن محمد بهجت.
- كتاب (صناعة الذات) للكاتب مريد الكلاب.
نصائح من الدكتور ابراهيم الفقي لتطوير وتنمية الذات:
- على الإنسان أن يكون في تحرّك وتطوّر مستمرين، وأن يُساعد نفسه على اتخاذ القرارات، وألّا يقول: لا يوجد وقت لإحداث تغير في حياتي.
- تعتبر الثقة بالنفس من أهم جوانب الشخصيّة التي يتوجب على الفرد الوقوف عندها والعمل على تطويرها، ذلك لأن الإنسان الذي يفتقد الثقة بنفسه لن يستطيع أن يقدّم أي إنجاز وسيكون وجوده بلا معنى.
- على الإنسان أن يتقبّل نفسه كما هي، وأن يحب نفسه على حالها، وذلك ما يُعرف بالتقدير الذاتي، فالتقدير الذاتي هو تقديرك أنت لنفسك، وإحساسك بالرضى عنها.
- من الأشياء المهمة لبناء شخصية قوية واثقة، أن يفكّر الإنسان أولاً في حياته، ثم يبدأ تغيير جزء بسيط منها، ليذهب إلى مكان يرغب في أن يكون فيه.
أمور يجب أن تقوم بها لتساهم في تنمية ذاتك:
- ممارسة الهوايات المفضلة لديك، وتعلّم بعض الهوايات الجديدة التي تُنمي حس الإبداع.
- قراءة الكتب العلميّة وكتب التنمية البشرية التي تساهم في تعزيز الجوانب الإيجابية لدى الإنسان، بالإضافة لقراءة الروايات الأدبيّة.
- المواظبة على ممارسة التمارين الرياضيّة اليوميّة، وذلك لتنشيط الجسم والدورة الدمويّة، واستعادة اللياقة العامة.
- تجديد العلاقات مع الأصدقاء، وتشكيل صداقات جديدة.
- وضع خطة لتعلّم بعض اللغات الجديدة.
- السعي وراء التخلّص من العادات السلبيّة.
- الجلوس في الطبيعة ضمن أجواء هادئة لاستعادة الراحة والهدوء النفسي.