ماهو مبدأ القاذورات في إدارة الوقت؟ وهل فعلاً عليك أن تتقنه!
ما النصيحة المرتبطة بإدارة الوقت والتي ستتمنى لو أنَّك كنت تعرفها وأنت في سن الـ 25:
بما أنَّني شخصٌ لم يتوقف طيلة حياته عن التعلّم، فإنَّ هذا السؤال يُعَدّ أحد أبرز الأسئلة التي أفضل أن أطرحها على بعض عملائي وأكثرهم تأثيراً وإثارةً للاهتمام، وقد طرحته في إحدى المرات على “روب ويلتبانك” (Rob Wiltbank) وهو المدير التنفيذي لمؤسسة “جالوا” (Galois Inc.) الذي يستعمل الرياضيات التطبيقية لحل المشاكل التقنية الصعبة كتلك المرتبطة بالخداع الرقمي والسيارات التي تسير دون سائق.
تبسَّم “ويلتبانك” وأجاب بلا تردد: “أحد أهم الأمور التي تعلمتها هي تجنَّب “القاذورات””. لقد أصابتني هذه الإجابة غير المتوقعة بالدهشة قليلاً ولكنَّني كنت متحمساً لمعرفة المزيد، ومضى في التوضيح متحدثاً عمَّا حذره منه أحد زملائه في بداية حياته المهنية: “يحاول الجميع دائماً وضع “القاذورات” في جيبك دون أن تدرك ذلك، ولكنَّ مفتاح النجاح في القيادة، والنجاح في الحياة، والتصرف بأسلوب ينمُّ عن التعقُّل يكمن في إبقاء جميع “القاذورات” بعيدةً عن جيبك ما عدا القلة القليلة التي ترغب أنت في بقائها في جيبك”. إذ يُطلق “رود” على هذه الفكرة اسم “مبدأ القاذورات”.
مبدأ “القاذورات”:
يُعَدّ مبدأ “القاذورات” مبدأً بسيطاً تماماً، حيث إنَّ زملائك، وأقرانك، وحتى أفراد أسرتك يطلبون مساعدتك ومساهمتك طلباً مستمراً، ورغم أنَّ هؤلاء الناس في أغلب الأحيان لا يحتاجون فعلياً إلى مساعدتك إلَّا أنَّهم يستمرون في السعي إلى الحصول عليها. فلنفترض، على سبيل التوضيح، أنَّ أحد موظفيك دخل مسرعاً إلى مكتبك ليخبرك بفكرته الرائعة وطلب منك أن توجهه حول كيفية تحقيق هذه الفكرة. فهل ترى ما الذي حصل؟
لقد وضع هذا الموظف “قاذورةً” في جيبك، وأنت الآن تواجه معضلة، فهل تُبقي هذه “القاذورة” في جيبك أم تعيدها إليه؟ إذا كنت تعتقد بأنَّ الموظف قادرٌ على التعامل مع الفكرة وحده تعاملاً مثالياً أو بأنَّه مايزال هناك حاجة إلى الكثير من التفكير قبل أن تتمكَّن من مدِّ يد العون إليه فأعِد إليه “القاذورة” في الحال وقل له: “إنَّها فكرةٌ مثيرة تحمل بين طياتها الكثير من الإمكانات، فكيف تُخطّط لتطبيقها؟”. وبذلك تكون “القاذورة” عادت إلى جيبه.
يمكن لهذه “القاذورات” أن تعترض طريقك في كل يوم ولا سيّما حينما يكون لديك أطفال، فكم مرةً ذهب أطفالك إلى المطبخ ليخبروك بأنَّهم لا يستطيعون أن يجدوا أحذيتهم فوضعوا بذلك “قاذورةً” في جيبك، إذ يحتفظ بعض الأشخاص بـ “القاذورات” في جيوبهم وينهضوا لتقديم المساعدة، ولكنَّ “رافضي القاذورات” يقولون: “آه، حسناً. كيف نستطيع أن نجده إذاً؟” فتعود “القاذورة” إلى جيب الأطفال. وحينما تقول زوجتك: “إنَّنا لم نعد نتحدث” فإنَّ هذا يُعَدُّ “قاذورةً”بالتأكيد”، ولكنَّك حينما تردُّ قائلاً: “أتفق معكِ على ذلك يا عزيزتي، ما الذي يدور في خلدك؟”. فإنَّ “القاذورة” تعود إلى جيبها مرةً أخرى. ولاحظ كيف أنَّهم استخدموا عباراتٍ سلبية لوضع تلك “القاذورات” في جيبك وأنَّ ثمَّة الكثير من “القاذورات” التي تُمرَّر من خلال عبارات أشبه بالطلبات.
كيف تتعامل مع هذه الطلبات:
إذاً فـ “القاذورات” هي ما يضعه الناس في جيبك ليستثيروا بذلك فعلاً من جانبك، إذ إنَّ العائلة، والأصدقاء، وزملاء العمل، والأشخاص الغرباء يملؤون جيبك بـ “القاذورات” من خلال الرسائل الإلكترونية، والمكالمات الهاتفية، والتفاعلات الشخصية. وثمَّة بعض الأشخاص الذين يحبون أن يشعروا أنَّ هناك حاجةً إليهم لذا كلما ازداد تكدُّس “القاذورات” في جيوبهم ازداد شعورهم الرائع حيال اعتماد العالم والعمل عليهم، ولكنَّ القادة الذين يقدمون أفضل الأداء حينما يرون “القاذورات” يسارعون إلى ردها في الحال، أما أساتذة “رد القاذورات” يردونها بأسلوبٍ يجعل مرسليها يشكرونهم شكراً جزيلاً. ويسمى هذا الفن فن لعبة “القاذورات”.
اختتم روب حديثه بالقول: “شكراً كريس، لقد كان حواراً رائعاً، وأنا سعيدٌ بوجود هذه القاذورة في جيبي بدلاً من جيبك” فقلت: على الرحب والسعة يا صديقي”.
تذكر أنَّ الآخرين ليس بإمكانهم أن يروا “القاذورات” وأنَّك حينما ترى “القاذورات” قادمةً إليك ردها جميعاً عدا تلك القليلة منها التي ترغب في التعامل معها.
الخلاصة:
إذاً ها هي خدعة اليوم التي يستخدمها الأشخاص الذين يؤدون أدواراً قيادية: حدّد أولاً “القاذورات” التي تقف في طريقك، واختر بأسلوب فعال بضع قاذورات للاحتفاظ بها والتعامل معها وأعد الباقي منها إلى أصحابها. وقم بكل ما تستطيع القيام به للتعامل مع هذه “القاذورات” المهمة أما باقي “القاذورات” التي تواجهك فقم ببضعة أمور للتعامل معها وفي النهاية ستكسب أنت وكل الأشخاص الآخرين.