11 من الاتجاهات الجديدة والمتجددة في تكنولوجيا التعليم
1-الثقافة البصرية الرقمية
في ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة، تصدر يوميا الآلاف من البرمجيات والتطبيقات و الأدوات التكنولوجية والتقنيات الجديدة. ولاعتماد التعامل مع التكنولوجيا فى المقام الأول على حاسة البصر، كان من الضروري أن نسلط الضوء فى تخصص تكنولوجيا التعليم على دراسة كيفية تعامل العين مع تلك التقنيات الرقمية، وقد تعددت الأبحاث سابقا في دراسة الثقافة البصرية بجوانبها التي تشمل التعلم والتفكير والاتصال البصري، إلا أننا أصبحنا اليوم – في ظل الانتشار الواسع للتقنيات التكنولوجية – في حاجة ملحة لدراسة تأثير تلك الرقميات على العين وكيف تتم عملية التعلم والتفكير والاتصال البصري الرقمي من خلالها، و بشكل أدق مما نجدها عليه الآن، فلابد إذن من اتساع مفهوم الثقافة البصرية لتشمل دراسة الرقميات وكيف يتم التعلم البصري من خلالها.
2-ثورة الأنفوميديا
أو كما يطلقون عليها: ثورة الوسائط المتعددة والتفاعلية، فنجد الأبحاث التربوية في مجال تكنولوجيا التعليم على وجه الخصوص، تهتم بدراسة استراتيجيات أو تقنيات تناولتها بحوث كثيرة، لذا فمن الضروري على الباحثين أن يتسموا بسعة الأفق في الاطلاع على جديد التقنيات والوسائط الرقمية ودراسة فاعليتها فى التعليم. فالثورة المعلوماتية التي ساهمت في تغيير خريطة العالم العلمية، تستحق الدراسة لكونها جمعت ما بين المالتيميديا والإعلام التفاعلي، وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة.
3-المنصات التعليمية الإلكترونية
لقد سبق لنا الحديث عن تلك المنصات كإحدى أهم أداوت استراتيجية التعلم المعكوس، و تعد أيضا من أهم اتجاهات تكنولوجيا التعليم الجديدة، والتي أتاحت التعلم والتدريب عن بعد بشكل جيد للجميع بغض النظر عن المكان والزمان. هذه المنصات تطورت فيما بعد إلى ما يسمى ” الويبينار التعليمي ” instructional webinar والذي سوف نتحدث عنه في مقال مستقل بعد ذلك.
4-الشبكات التعليمية الاجتماعية
و تختلف كثيرا عن الشبكات الاجتماعية المتاحة حاليا، حيث أُنشئت لأغراض التعليم فقط، ولعل أشهرها الادمودو. لذا ننوه أنه على الباحثين والمهتمين بتطوير العملية التعليمية دراسة تأثير وفاعلية تلك الشبكات على العملية التعليمية، نظرا لأنها تجمع ما بين مزايا أنظمة إدارة التعلم الإلكتروني ومزايا الشبكات الاجتماعية التواصلية.
5-الويب 3.0 وأدواته
وفقا للخريطة الزمنية لأجيال الويب، فنحن نعيش حاليا فى عصر الجيل الثالث للويب والذي بدأ منذ عام 2010 و من المتوقع انتهاؤه في عام 2020. وعندما نسرد البحوث التي تناولته بأدواته المتعددة، نجدها قليلة جدا ونادرة أيضا، بل وقليلة الانتشار في بيئتنا العربية، لذا فمن الضروري على الباحثين فى هذا الأمر السعي لجلب تلك الأدوات مستقبلا والتعرف على فاعليتها التعليمية.
6-الواقع الافتراضي وأداوته
وهو أحد أهم الاتجاهات المتجددة بشكل يومي سواء فى أداوته أو تقنياته. ولعل من أهم العيوب التى نجدها فى بحوثنا، اقتصار الاهتمام من قبل الباحثين على مجرد إنشاء بيئات افتراضية تعليمية، في حين أن التعلم الافتراضي مفهوم يشتمل على منظومة مفاهيمية واسعة النطاق، فنجد الغرب قد وصل مثلا إلى الروبوت الذي يفكر ويتكلم بطلاقة بل ويشعر، ويقوم بمهام الإنسان العادي أيضا بكل سهولة. لذا أدعو الباحثين إلى الاطلاع على البحوث الأجنبية تحديداً، والتي وظفت أدوات الواقع الافتراضي في التعليم، ومحاولة نقلها إلى اللغة العربية.
7-التعلم المؤقلم
مفهوم ليس بغريب ويسمى أيضا بالتعلم التكيفي، أو التعلم القائم على استجابة الأفراد المتعلمين. هذا النوع الذي أعلن نهاية مبدأ التعلم الذي ينص على ” مقاس واحد يناسب الجميع “، فمفهوم التعلم المؤقلم يقدم المحتوى بطرق مختلفة تختلف وفقا لاستجابات المتعلمين من حيث الكم والكيف، فيتعلم الطالب بالطريقة التى تناسبه والسرعة التي تلائمه.
8-التعلم التجريبي
التعلم من خلال الاستكشاف أو التجربة أو الإبداع، وهو من الاتجاهات المتجددة في مجال تكنولوجيا التعليم والمناهج وطرق التدريس، و يقوم على مبدأ التعلم الفطري الذي يقوم بدوره على التجريب. ولعل أهم الأنشطة التي يمكن أن توظف في تلك الاستراتيجية هي اللعب التعليمي، و في هذا الإطار، أدعو الجميع إلى الاستعانة بكتاب ” التعلم التجريبي أو الخبراتي” للدكتور جودة أحمد سعادة.
9- الويب المحيطي
قد يخفى على الجميع هذا المصطلح ولكن تعد تقنية ” الويب المحيطي Surround Web ” نمطا من أنماط التصفح المستحدثة منذ عام 2014 والتي لو استخدمت بطريقة صحيحة، لأتاحت للمتعلم فرصة التكيف الصحيح داخل بيئته التعليمية الإلكترونية، خاصة لما يتميز به من توزيع للمحتوى التعليمي على أسطح وأجسام محتويات الغرفة التي يقطنها المتعلم، حيث توظف البيئة الحقيقية لتخليق البيئة الافتراضية، فتتوافر داخل هذه الغرفة كافة السبل للتصفح المحيطي ثلاثي الأبعاد Web Surround 3D مع إمكانية التفاعل مع كل أجزاء هذه البيئة الافتراضية، فهو بكل بساطة يقوم على توظيف الأشياء الحقيقية داخل البيئة الافتراضية.
10- الاستقدام الإلكتروني
موضوع ليس بجديد ولكنه متجدد، فإذا نظرنا إلى كل استراتيجياتنا وتقنياتنا التعليمية سوف نجدها مجرد استقدام من الخارج وتم توظيفها بطريقة تلائم البيئة والتعليم العربي، فإلى متى سنكون أسرى لتصورات الغير، خصوصا الغربيين؟ فلابد أن نسعى إلى إنتاج تقنيات واستراتيجات نابعة من البيئة المحلية، ولا يتم هذا إلا بالإبداع والتعلم وكثرة الأبحاث والدراسات.
11- نظرية الابتكارات الكاسحة
نظرية جديدة، ومصطلح قد يتعجب منه الكثيرون، فنظرية الابتكارات الكاسحة (Disruptive innovations) لـ Clayton Christensen تشرح كيف تأتي ابتكارات جديدة وتسقط ابتكارات قديمة، وسوف تبرز أهمية تلك النظرية في الأيام القادمة نظرا لثورة التقنيات الحديثة والعالم الافتراضي وتقدمهما بشكل مستمر، فهذه النظرية تعنى بالابتكارات التي تساهم في تحسين وتجويد العملية التعليمية، من خلال استخدامها مع فئة لم تقدم لها أي مساعدات من قبل، أو قُدمت لها بطريقة خاطئة.
وش اسوي