التطور في العمل
يسعى معظم الموظفين إلى تطوير أنفسهم ومهاراتهم في العمل للحصول على ترقيات وتقييمات إيجابية من رؤسائهم ولأداء أعمالهم بحرفية وزيادة إنتاجيتهم، وبغض النظر عن مهاراتك ومستوى إنتاجيتك وتفانيك في العمل، يوجد فرص دائمة لتطوير نفسك وكسب المزيد من المهارات وتحسين أداءك الوظيفي لتحقيق النجاح والتقدّم المهني، ويوفر لك التطوّر في العمل مزيدًا من الفرص والمزايا من خلال استكشاف طرق جديدة لتعلّم المزيد وتطوير المهارات الموجودة لديك مسبقًا، ولتتمكن من التطوّر المهني وتحسين أدائك في العمل عليك أن تتبع بعض الاستراتيجيات وتركّز على بعض المهارات التي تحتاجها كموظف، وفي هذا المقال سنساعدك على ذلك من خلال اتباعك بعض النصائح.
8 نصائح لتطور من نفسك في العمل
لتطوّر نفسك في العمل أنت بحاجة لاتباع استراتيجيات واضحة تساعدك على أداء مهامك ومتطلبات عملك على أكمل وجه، بالإضافة إلى ضمان زيادة الإنتاجية، ولهذا إليك النصائح التالية التي قد تساعدك على ذلك:
- ضع أهدافًا واضحة لعملك: فمن المهم أن تحدد معالمًا واضحة لعملك، وحاول أن تكون جريئًا بعض الشيء، ولكن عندما يتعلّق الأمر بالأهداف عليك أن تكون منطقيًا وواقعيًا، ولتحديد أهدافك حاول أن تقسّم مشاريعك الشخصية والمهنية الكبيرة إلى أجزاء أصغر لتبقى متحمسًا ولتحافظ على مستويات الطاقة لديك، كما أن تحديد أهداف واضحة يساعدك على تتبعها وتحقيقها، واحرص على أن تحتفل بكل انتصار صغير تحققه أثناء رحلة تحقيق الأهداف، ومن المهم أن تنتبه للمواعيد النهائية والتواريخ الهامة وتحسّن المهارات المطلوبة لتحقيق أهدافك.
- خطط وحدد أولوياتك: التخطيط وتحديد الأولويات أحد أهم الأمور في روتينك اليومي للعمل، فقبل أن تبدأ يومك في العمل، راجع قائمة المهام الخاصة بك وحدد الموعد النهائي لكل منها لتتمكن من تحديد المهام الأهم ومن ثم الأقل أهمية والمهام العاجلة والتي يمكن تأجيلها قليلًا، ولا تنسَ ترتيب مهامك بناءً على الجهد المطلوب لكل منها، فحاول أن تبدأ بالمهام العاجلة والصعبة.
- تواصل بفاعلية: يساعدك التواصل الفعّال في العمل على تعلّم طرق جديدة لتحقيق أفضل النتائج ولتحسين أدائك، ولهذا عليك أن تتواصل مع الآخرين وتستفيد من ملاحظاتهم وآرائهم لترتقي بعملك لمستوى جديد، واحرص على التعاون مع الزملاء وفريق العمل وتحليل التغذية الراجعة الواردة من العملاء أو رئيس العمل، وانتبه إلى استخدام الأدوات التي ستلبي متطلبات عملك على المدى الطويل.
- أنجز المهام الصعبة أولًا: ترتبط هذه النقطة بنقطة التخطيط وتحديد الأولويات، ولهذا عليك أن تقسم مهامك لتعرف بماذا تبدأ، ويُفضل أن تبدأ بالمهمة الأصعب أو التي تستغرق وقتًا وجهدًا أكبر لأنك في بداية العمل تكون في أوج نشاطك وطاقتك، وخذ بعين الاعتبار أولوية ومدى إلحاح المهمة التي تنوي إنجازها ومن ثم انتقل تدريجيًا إلى المهام الأقل أهمية وإلحاحًا وصعوبةً.
- لا تفقد تركيزك: حاول أن تحافظ على تركيزك في العمل وتتخلص من عوامل التشتيت والانقطاعات لأنها المسؤول الأساسي عن فقدان التركيز وإضاعة الوقت وتراجع الأداء، ولهذا ابتعد عن هاتفك المحمول أو بريدك الالكتروني، أو أوقف تلقي الإشعارات غير المهمة من وسائل التواصل الاجتماعي، واحرص على عدم السماح لأي شخص بمقاطعتك إلا إذا كان الأمر طارئًا وملحًا، وخذ فترات راحة بسيطة بين مهامك لتستعيد نشاطك.
- اعترف بنقاط القوة والضعف لديك: فمثلما لديك نقاط قوة تفتخر بها، فبالتأكيد لديك نقاط ضعف يجب أن تتعرّف عليها وتعترف بها لتسمح لنفسك بتطويرها وتحسينها، وأفضل طريقة لتحسين نقاط الضعف لديك هي أن تكون ناقدًا لنفسك وتستمر في تقييم أدائك، فإذا كنت جيدًا في شيء ما اسعَ لتحسينه وأدائه على نحو أفضل، ودوّن كيفية استجابتك للمواقف لتتمكن من معرف نقاط الضعف لديك وتعمل على تحسينها.
- كن على علم بالحدود الخاصة بك: عليك أن تكون على دراية تامة بالحدود الخاصة بك، فلا تقع ضحية للتسويف وتأجيل الأعمال، ولهذا اجعل الأمور واضحة في ذهنك واعمل في كل مرة على مهمة واحدة وحاول أن تقلل التوتر والتشتيت لإتمامها على أكمل وجه، فمعرفة حدودك يكمن في وضع خط فاصل بين أن تكون منتجًا في العمل وأن تكون متوترًا لأجله، ولهذا كن واقعيًا في توقعاتك وتجنب الإرهاق.
- استخدم الأدوات الصحيحة: عندما تتوفر الأدوات الصحيحة والمناسبة للعمل سيتحسّن أداؤك وستتمكن من تطوير نفسك مهنيًا وسينعكس ذلك إيجابًا على فريق العمل ككل، ولهذا احرص على أن تكون على اطلاع دائم بأحدث الأدوات والتقنيات المفيدة لك في العمل، وابحث عن برامج إدارة المشاريع لتسهيل التواصل مع الفريق والحفاظ على الإنتاجية العالية.
مهارات تحتاج إلى اكتسابها في العمل
تحتاج إلى الكثير من المهارات لتحرز التقدّم والتطوّر والنجاح في عملك، وإليك فيما يلي بعض أبرز المهارات التي يحتاجها كل موظف في عمله:
- التفاعل مع الزملاء: القدرة على التواصل والتفاعل مع زملائك وفريق عملك واحدة من أهم المهارات التي تحتاجها في عملك، ويشمل هذا التفاعل قدرتك على فهم وجهات نظرهم ومواقفهم من العمل والمشاريع، وقدرتك على التواصل مع الآخرين تعني أنك على استعداد للموافقة على الاختلاف مع الحفاظ على الاحترام المتبادل.
- مهارات التواصل: يحدد امتلاكك لمهارات التواصل قدرتك على التوافق مع زملاء العمل وإقناع الآخرين بالاستماع لأفكارك، ولهذا ابذل قصارى جهدك لتكتسب مزيدًا من مهارات التواصل لتحسّن طريقة تفاعلك مع زملاء العمل وبناء علاقات مثمرة وفعّالة معهم.
- التعاطف: لا بد أن تعرف كيف ومتى تُظهِر التعاطف للآخرين في العمل، ووضع نفسك مكان الشخص الآخر هو مفتاح تلك المعرفة، كما أن التعاطف مع الآخرين في العمل سيعود عليك بنتائج إيجابية تعزز من علاقتك معهم.
- مهارات الاستماع النشط: يحتاج الاستماع النشط وقتًا وجهدًا أكبر من مجرّد سماع ما يقوله الآخرون ولكن لديه نتائج مثمرة، ويعني الاستماع النشط أن تأخذ وقتًا في التفكير في كلام المتحدث دون مقاطعته وأن تفكّر مليًا في ردك قبل قوله، لكن تتطلب منك مهارة الاستماع النشط الكثير من الممارسة لإتقانها.
- المرونة: وهي مهارة هامة في العمل وتعني أنك قادر على التكيّف مع الظروف والمواقف الجديدة التي تتعرض لها، وأنك قادر على توجيه اهتمامك وتركيزك عليها بسهولة وسلاسة وتعني أيضًا الاستجابة الفورية للأوضاع الجديدة في العمل.
- الحكم الجيد على الأمور: لتكون قادرًا على إطلاق أحكام جيدة، عليك أن تكون قادرًا على التعلّم والاستماع إلى الآخرين ومراقبة العالم من حولك وكل ما يحدث به، ويتيح لك الحكم الجيد اختيارًا حكيمًا لعلاقاتك الاجتماعية وإمكانية تحديد الفعل ورد الفعل والتحكّم به، بالإضافة إلى اتخاذ القرارات الصائبة.
- القدرة على إقناع الآخرين: ستضطر في مرحلة ما من حياتك المهنية أن تسوّق لنفسك وأفكارك أو المنتجات والخدمات التي تقدمها، ولهذا أنت بحاجة إلى مهارة الإقناع التي تساعدك على إعطاء حجج قوية ومقنعة للآخرين للاقتناع بأفكارك أو منتجاتك وخدماتك.
- مهارات التفاوض: ستحتاج لمهارات التفاوض عند النقاشات حول المشاريع والمهام الموكلة إليك، وعندما يحين الوقت لتقديم أفكار جديدة والتأثير على زملائك في العمل، وستستفيد منها في مناقشة عروض العمل والرواتب وغيرها من الأمور الهامة في مجالك المهني، بالإضافة إلى حاجتك إليها إذا كنت تتعامل مع عملاء وزبائن في العمل.
- الانفتاح على وجهات نظر الآخرين: لتتمكن من تعزيز الثقة والاحترام مع الآخرين، أنت بحاجة إلى معرفة وجهات نظرهم وملاحظاتهم وأخذها بعين الاعتبار واستخدامها، ولهذا أنت بحاجة إلى عقلية منفتحة قادرة على تقبّل آراء الآخرين وأفكارهم واقتراحاتهم ليسهل التعامل معهم.
- الوعي بلغة الجسد: معرفة لغة الجسد واحدة من أهم المهارات بشكل عام وليس في مكان العمل فحسب، وتساعدك معرفة لغة الجسد الخاصة بالآخرين على التواصل معهم بسهولة وإدارك إيماءاتهم وتعبيراتهم وفهم المغزى منها جيدًا.
- الحلول الاستباقية للمشاكل: مهارةحل المشكلات مهارة هامة في العمل وتزيد من فرص تقدمك ونجاحك، ولكن أن تكون سبّاقًا في حل المشكلات أمر مهم أيضًا، لأنك ستحظى بثقة ورضا مديرك في العمل عندما تقدّم له حلولًا للمشاكل المطروحة أولًا وقبل أي موظف آخر، وبالتالي ستزيل الضغط والقلق الواقع على فريقك ورئيسك في العمل.
- مهارات القيادة: مهارة القيادة تساعدك على زيادة فرصك في التأثير على الآخرين بطريقة إيجابية وأداء الأعمال بطريقة أفضل، وبالتالي ستكون أكثر نجاحًا وتحفيزًا لفريقك وزملائك.
- القدرة على دعم وتحفيز الآخرين: يحتاج زملائك في العمل لأشخاص يؤمنون بهم ويحفزونهم، وإن كنت أحد هؤلاء الأشخاص، ستحظى بثقتهم ودعمهم بالمقابل، وبالتالي ستقوي الروابط الاجتماعية بينك وبينهم في العمل، وعليك أن تكون قادرًا على تشجيع زملائك وتقديم الدعم والمساعدة لهم إن استطعت ومساعدتهم في البقاء على المسار الصحيح في العمل.
آليات التطوير في العمل
توجد بعض الآليات والاستراتيجيات التي تساعدك كموظف على تحقيق التقدّم المهني والتطوّر في العمل، وفيما يلي بعض هذه الطرق التي يمكن للشركة أن توفرها وبعضها الآخر يمكنك تعلّمه بنفسك:
- التدريب: التدريب طريقة مناسبة للتطوّر المهني وتضمن تطوير مهارات الموظف في مجال ما من خلال مجموعة من المحاضرات والتمارين العملية وبالاستعانة بمقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية وإعطاء المهام الفردية والجماعية، ويمكنك أن تلتحق ببعض الدورات ذات المحتوى الهام بالنسبة لمجال عملك إن لم توفرها لك المؤسسة التي تعمل بها، ويوجد دورات فعلية وأخرى على الإنترنت تناسب أوقات فراغك.
- تناوب المهام والوظائف: فمن آليات تطوير الموظفين التناوب في مهامهم ومسؤولياتهم، وتلجأ الشركات عادةً لتلك الاستراتيجية لتطوير موظفيها بأن تغيّر أدوارهم وتبدّل مهامهم، وتساعد هذه الطريقة الموظفين على اكتساب مهارات جديدة ما كانوا سيكتسبونها لو ظلوا في أدوارهم ومهامهم نفسها، والهدف من هذه الآلية إتاحة الفرصة للموظف لتعلّم شيء جديد وممارسته.
- التوجيه: في هذه الطريقة يتبنى بعض القادة في الشركة أو الإداريين بعض الموظفين في محاولة لتطويرهم ومساعدتهم على اكتساب مهارات جديدة، فبما أن الإداريين والقادة في المؤسسة يمتلكون مستوى عالٍ من الخبرات والمهارات، فيمكنهم نقلها لبعض الموظفين الذين يحتاجون إليها.
- ورش العمل واللجان ومجموعات العمل: تمنح هذه الطريقة الموظفين فرصة للتفاعل فيما بينهم داخل المنظمة وخارجها، وتتيح تبادل الخبرات والمهارات بين الموظفين، وتساعدك هذه الطريقة كموظف على اكتساب مهارات ومعارف ورؤى جديدة واستكشاف الأخطاء وتصحيحها وفتح سبل التواصل مع الزملاء للوصول لأفضل النتائج.
- المحاكاة: ما زالت هذه الاستراتيجية تحظى بشعبية كبيرة في بيئة العمل بسبب فعاليتها، ويمكن تعريف المحاكاة بأنها لعب دور العميل أو الزبون، لتتمكن من اكتساب مهارة خدمة العملاء، وعليك أن تضع نفسك مكانهم لتتعرّف على آليات الاستجابة الصحيحة لحالات الطوارئ والطريقة الأنسب للتعامل مع العملاء وحل مشاكلهم، وأصبحت الشركات اليوم تهتم بتطوير مهارة المحاكاة لدى موظفيها من خلال وضعهم بمواقف معينة ومراقبة استجاباتهم لها وتطويرها.
- المؤتمرات: المؤتمرات وسيلة مفيدة للتواصل لا تقل أهمية عن ورش العمل واللجان والمجموعات، ويمكنك من خلال حضور المؤتمرات أن تكتسب قاعدة معرفية واسعة في مجال عملك، إذ توفّر المؤتمرات زيادة في الوعي والتدريب على موضوعات محددة ذات صلة بالمهنة.
- التطوير على رأس العمل: تعتمد هذه الآلية على تطوير الموظفين وهم على رأس عملهم، وتفيد تلك الآلية الموظفين الذين ليس لديهم الوقت الكافي لحضور الدورات التدريبية والمؤتمرات والورش العملية، وتعتمد على الممارسة والتدريب المباشر أثناء العمل، كما تهدف إلى توفير كل سبل التعلّم الذاتي للموظف أثناء عمله، وتعليمه كيفية استخدام التقنيات والأدوات وتطبيق الأساليب خلال إكماله لمهامه ومتطلبات عمله.
- الدراسة الذاتية: يمكنك كموظف أن تطوّر من نفسك من خلال التعلّم الذاتي، بالقراءة والبحث وأخذ بعض الفصول الدراسية خارج أوقات العمل إن أمكن، وفي هذه الطريقة ستحدد أنت المهارات التي تريد أن تتعلّمها، وكلما اخترت شيئًا مثيرًا للاهتمام بالنسبة لك، ستحافظ على الدافع والحافز لديك.
- مراجعات الأداء: يمكنك الاستفادة من مراجعات الأداء في مؤسستك لتطوير نفسك مهنيًا، وذلك بالحصول على تعليقات وملاحظات من المرؤوسين والموظفين الآخرين في العمل ومن ثم تحدد فرص تنمية المهارات والانتباه إلى نقاط الضعف لديك لتحسينها.
- التخطيط الوظيفي: قد يتبادر إلى ذهنك أن التخطيط الوظيفي من مسؤوليات صاحب العمل أو موظف الموارد البشرية، ولكنك قادر على اقتراح مسارات وظيفية مستقبلية بديلة لنفسك، ويمكنك أن تناقشها مع مديرك أو الموظف المسؤول عن التخطيط الوظيفي، كما يمكن لأصحاب العمل مراجعة أهداف العمل وتقييم القوى العاملة وتحديد المهارات الحالية التي تحتاج لتطوير أو تحديد المهارات الجديدة التي تخدم الموظفين وأهداف العمل.